الأحد، 31 يوليو 2016

الرئيسية قراء ومواقف : الشيخ محمود البيجرمي يتنبأ بوفاته ! وينال أحسن خاتمة !

قراء ومواقف : الشيخ محمود البيجرمي يتنبأ بوفاته ! وينال أحسن خاتمة !




قراء ومواقف
الشيخ محمود البيجرمي يتنبأ بوفاته ! وينال أحسن خاتمة ! 

مواقف لقراء كبار عظماء لا يعرفها أحد ولم يسطرها أحد من قبل أخذتها من أفواه رواتها الموثوق فيهم ورأيت تدوينها للتاريخ لكي لا تضيع
هؤلاء القراء لم يكونوا كبارا بأصواتهم فقط بل بأخلاقهم وتصرفاتهم ومواقفهم وتوقيرهم لكتاب الله تعالى

الشيخ محمود البيجرمي يتنبأ بوفاته ! وينال أحسن خاتمة !

في عام وفاة الشيخ محمود البيجرمي 1992 كان موفدا في شهر رمضان المبارك إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مع القارئ الشيخ محمد حشاد نقيب قراء الإسكندرية وقراء وعلماء آخرين حيث نزلوا فيها ضيوفا على حاكم الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله . وكان بعض القراء الموفدين عامها يتكلمون في حق بعض زملائهم من القراء ، فلم يعجب هذا الأمر الشيخ البيجرمي ! فانتحى جانبا بالشيخ حشاد وقال له : يا شيخ محمد ، هؤلاء سيضيعون صيامنا بهذا الكلام ! تعال أنا وأنت بعيدا عنهم ولنصعد إلى حجرة أحدنا لنقرأ القرآن ! فأنا أريد أن أختمه مرتين أو ثلاثة في هذا الشهر! وهكذا كان ! فقد كانا يجتمعان عادة في حجرة الشيخ البيجرمي في الفندق وينزعان الهاتف الداخلي للغرفة حتى لا يُزعجهما أحد ؛ فيقرآن القرآن كل على انفراد مُختليا بمصحفه ! حتى حدث موقف غريب في أحد الأيام ! وكان ذلك قبل وفاة الشيخ البيجرمي بأقل من شهر ! فجأة أغلق الشيخ البيجرمي مصحفه وقال : كفاية عليَّ كده ! فقال له الشيخ حشاد : انت تعبت يا شيخ محمود ولا عاوز تنام ؟ فقال الشيخ البيجرمي : لا ! مش قصدي ! أنا قصدي كفاية عليَّ من الدنيا ! فانزعج الشيخ حشاد وقال له : ليه بتقول كده يا مولانا ؟ ربنا يديك الصحة ويطوِّل في عمرك ! فقال الشيخ البيجرمي : تعرف يا شيخ محمد ! أنا كنت زمان قبل الشهرة فقير! وكنت بحب أتمشى في مصر الجديدة ! وكنت أمشي على رجلي ساعات وأبص حواليا على الفلل والقصور وأقول لنفسي : ممكن أسكن في مكان زي ده ؟! وبعدين ربنا أعطاني ببركة القرآن ! فكفاية عليَّ كده من الدنيا ! أنا عاوز أرجع مصر!

بعد عودة الشيخ البيجرمي إلى مصر بعشرين يوما فقط توضأ الشيخ ليذهب إلى المقرأة التي كان عضوا فيها ! بعد انتهائه من وضوئه تعثر الشيخ أثناء مشيه في طرف سجادة فسقط أرضا! فحرَّكوه فإذا هو قد فارق الحياة !
وهكذا نال الشيخ البيجرمي أحسن خاتمة ! ذهب إلى ربه على وضوء متوجها إلى مقرأته يُعلم كلام الله الذي أفنى عمره في خدمته ! ليس أي أحد ينال خاتمة مثل هذه ! رحم الله الشيخ التقي محمود البيجرمي

المصدر
فضيلة الشيخ محمد حشاد نقيب قراء الإسكندرية وأقدم أعضاء مجلس إدارة نقابة القراء العامة



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.